تاريخ حياة قطرة ماء
صلاح معاطي
فتحت عينيها ببطء ، تثاءبت ، تمطت ، تدحرجت على سطح الورقة الخضراء العريضة التي باتت عليها قبل أن تسقط ، تعلقت بنصلها القوي ، راحت تنزلق عليه وهي تضحك بصوت عال ..
استيقظت الشمس الوليدة على صوت ضحكات قطرة الماء ، ابتسمت بدورها وهي تنفض ما بقي من نوم في عينيها ، بدأت تراقب المخلوقات وهي تسعى على الأرض ملقية بردائها الذهبي ناشرة النور والدفء في كل مكان ، سخنت الأرض قليلا ففر الهواء البارد الذي كان يتمشى على الأرض متحولا بدوره إلى رياح راح يراقص الأشجار والأغصان في سعادة .
تلكأت نسمة رقيقة كانت تصاحب الريح وبدأت تداعب الورقة الخضراء متلهية بها ، تحركت الورقة لتسقط القطرة داخل جدول صغير يتسكع في دل وتيه ، تلقفتها موجة حانية راحت تلاعبها وتلاطفها وتؤرجحها على صفحتها حتى ألقت بها على حجر أملس .
لمحتها الشمس التي كانت تنمو فأرسلت إليها بعض الأشعة الحارة راحت تحتويها ، ما هذا الدفء الذي يجري بداخلها . شيء جديد لم تشعر به من قبل ، صارت أخف كثيرا وأكثر حركة كأنها ترتدي طاقية الإخفاء ، إنها لا ترى نفسها ، بالرغم من أن حجمها تضاعف ، تشعر أنها ترى العالم كله ولا أحد يراها .
راحت ترقص تلف وتدور ، تصعد إلى أعلى أكثر فأكثر ، تضحك بصوت عال يتردد صداه في جميع الأنحاء .. ولكن ، ما هذه البرودة التي تشعر بها ، ليتها تدثرت بشيء ثقيل يقيها من هذا البرد القارس .. يا إلهي .. عجيب هذا الذي يجري لها ، وهذا الزخم الكثيف من الدخان الأبيض الذي وجدت نفسها تنضم إليه رغما عنها . وقفت في الأفق تتساءل :
- كيف حدث لي كل هذا ولماذا ؟ كأن قوة خارقة تتسلط علي ، تتحكم في دون إرادة مني ، هل حكم علي أن أقبل كل شيء ، ألا يمكن أن أرفض ولو مرة واحدة . كم أتمنى أن أقولها ويحدث لي ما يحدث .. لا .. لا .. حتى لو فنيت بعدها ..
تلمح قطيعا ضخما من السحاب الأبيض مقبلا نحوها، يقودها عنوة إلى حيث لا تدري ، ترفض تتشبث بمكانها ، تأبى أن تتحرك خطوة واحدة ، تدفع القطيع بيديها ، بهيكلها ، تصطدم به ، يا إلهي .. ما هذا الضوء المارق الذي نشب بيننا ، وما هذه الصعقة التي تجري في أوصالي ، لا يهم .. يا له من شعور رائع أن ترفض وتقاوم ..
سأفعلها ثانية حتى لو فقدت نصف حجمي ، بل حجمي كله ، لا يهم ، سأفعلها ثانية .. ها أنا أصطدم بالقطيع ثانية فثالثة فرابعة ، شرارات كثيرة تتدفق مدوية .. لن أدعهم يأخذونني عنوة رغما عن إرادتي . أجل .. أتحول إلى قطرة مرة أخرى ، وأجبر الكثيرين منهم على السقوط ، وأسقط أنا معهم . لا يهم ، سقطت هذه المرة لكنني سأصعد ثانية ولكن بإرادتي ، فقد وعيت الدرس ..
راحت تبحث عن ورقة شجر عريضة ، توجهت نحوها هبطت عليها وقفت ترقص وترقص ، تفكر فيما حدث ، تضحك بصوت عال .. لقد أدركت قطرة الماء بأنها بحركتها في الفضاء وبإرادتها التي اكتسبتها قد صنعت لنفسها تاريخا على الأرض ..
صلاح معاطي
فتحت عينيها ببطء ، تثاءبت ، تمطت ، تدحرجت على سطح الورقة الخضراء العريضة التي باتت عليها قبل أن تسقط ، تعلقت بنصلها القوي ، راحت تنزلق عليه وهي تضحك بصوت عال ..
استيقظت الشمس الوليدة على صوت ضحكات قطرة الماء ، ابتسمت بدورها وهي تنفض ما بقي من نوم في عينيها ، بدأت تراقب المخلوقات وهي تسعى على الأرض ملقية بردائها الذهبي ناشرة النور والدفء في كل مكان ، سخنت الأرض قليلا ففر الهواء البارد الذي كان يتمشى على الأرض متحولا بدوره إلى رياح راح يراقص الأشجار والأغصان في سعادة .
تلكأت نسمة رقيقة كانت تصاحب الريح وبدأت تداعب الورقة الخضراء متلهية بها ، تحركت الورقة لتسقط القطرة داخل جدول صغير يتسكع في دل وتيه ، تلقفتها موجة حانية راحت تلاعبها وتلاطفها وتؤرجحها على صفحتها حتى ألقت بها على حجر أملس .
لمحتها الشمس التي كانت تنمو فأرسلت إليها بعض الأشعة الحارة راحت تحتويها ، ما هذا الدفء الذي يجري بداخلها . شيء جديد لم تشعر به من قبل ، صارت أخف كثيرا وأكثر حركة كأنها ترتدي طاقية الإخفاء ، إنها لا ترى نفسها ، بالرغم من أن حجمها تضاعف ، تشعر أنها ترى العالم كله ولا أحد يراها .
راحت ترقص تلف وتدور ، تصعد إلى أعلى أكثر فأكثر ، تضحك بصوت عال يتردد صداه في جميع الأنحاء .. ولكن ، ما هذه البرودة التي تشعر بها ، ليتها تدثرت بشيء ثقيل يقيها من هذا البرد القارس .. يا إلهي .. عجيب هذا الذي يجري لها ، وهذا الزخم الكثيف من الدخان الأبيض الذي وجدت نفسها تنضم إليه رغما عنها . وقفت في الأفق تتساءل :
- كيف حدث لي كل هذا ولماذا ؟ كأن قوة خارقة تتسلط علي ، تتحكم في دون إرادة مني ، هل حكم علي أن أقبل كل شيء ، ألا يمكن أن أرفض ولو مرة واحدة . كم أتمنى أن أقولها ويحدث لي ما يحدث .. لا .. لا .. حتى لو فنيت بعدها ..
تلمح قطيعا ضخما من السحاب الأبيض مقبلا نحوها، يقودها عنوة إلى حيث لا تدري ، ترفض تتشبث بمكانها ، تأبى أن تتحرك خطوة واحدة ، تدفع القطيع بيديها ، بهيكلها ، تصطدم به ، يا إلهي .. ما هذا الضوء المارق الذي نشب بيننا ، وما هذه الصعقة التي تجري في أوصالي ، لا يهم .. يا له من شعور رائع أن ترفض وتقاوم ..
سأفعلها ثانية حتى لو فقدت نصف حجمي ، بل حجمي كله ، لا يهم ، سأفعلها ثانية .. ها أنا أصطدم بالقطيع ثانية فثالثة فرابعة ، شرارات كثيرة تتدفق مدوية .. لن أدعهم يأخذونني عنوة رغما عن إرادتي . أجل .. أتحول إلى قطرة مرة أخرى ، وأجبر الكثيرين منهم على السقوط ، وأسقط أنا معهم . لا يهم ، سقطت هذه المرة لكنني سأصعد ثانية ولكن بإرادتي ، فقد وعيت الدرس ..
راحت تبحث عن ورقة شجر عريضة ، توجهت نحوها هبطت عليها وقفت ترقص وترقص ، تفكر فيما حدث ، تضحك بصوت عال .. لقد أدركت قطرة الماء بأنها بحركتها في الفضاء وبإرادتها التي اكتسبتها قد صنعت لنفسها تاريخا على الأرض ..
السبت 22 أغسطس 2009, 4:09 am من طرف Ramy maaty
» مجلة نيهامي 2009
الثلاثاء 18 أغسطس 2009, 12:49 am من طرف Ramy maaty
» Acts Of Death
السبت 13 يونيو 2009, 10:14 pm من طرف super paw
» The Ice Harvest
السبت 13 يونيو 2009, 10:10 pm من طرف Ramy maaty
» felm
السبت 13 يونيو 2009, 10:03 pm من طرف super paw
» Reign Of Fire
الثلاثاء 02 يونيو 2009, 5:53 am من طرف Ramy maaty
» Want of Opportunity 2oo9
الثلاثاء 02 يونيو 2009, 5:44 am من طرف Ramy maaty
» Loch Ness Terror AKA Beyond Loch Ness 2008
الثلاثاء 02 يونيو 2009, 5:41 am من طرف Ramy maaty
» X-Men Origins Wolverine 2009
الثلاثاء 02 يونيو 2009, 5:38 am من طرف Ramy maaty
» عرض لنهامى
السبت 30 مايو 2009, 12:57 am من طرف الامير