كهربتش

سامي شخص ضعيف ودائما خائف ، يخاف من كل شيء .. ذات يوم استيقظ من نومه مبكرا ، توضأ وصلى الفجر ورتب فراشه ، وعندما صعدت الشمس إلى السماء خرج هو ليلعب مع أصحابه .. كان الأصدقاء في حيرة من أمرهم فهم لا يعرفون ما النشاط الذي سيقومون به ..
اقترح أحدهم أن يتسابقوا حتى الشجرة التي في أعلى التل . ركض كل منهم نحو الشجرة حتى توقف سامي فجأة لأنه اشتم رائحة خطر قادم . كان سامي على يقين فأنفه حساسة لكل خطر ليست أنفه فقط بل حواسه كلها تحس بالكارثة قبل أن تقع .. ففي المرة السابقة كان قلقا ومضطربا طول الوقت حتى حدث زلزال ولحسن الحظ لم يكن قويا لكنه أوقع بعض الأشجار .
أما اليوم فنفسه تحدثه أن أمرا غير عادي سيقع . لم يمض وقت طويل حتى انتشر غبار كثيف مانع للرؤية نفاذ الرائحة وخانق . سقط أصدقاؤه جميعا مغشيا عليهم بينما هو شعر بالتنميل يزحف على جسده وبدأ يتثاءب كأنه مخدرا . راح يتساءل في دهشة :
- ماذا حدث ؟
في هذه الأثناء كانت ريهام تبحث عن أخيها سامي فتشت عنه في كل مكان داخل البيت وفي الحديقة دون جدوى وعندما دخلت عليها أمها صاحت ريهام :
- أمي .. أمي
- ماذا حدث يا ريهام
- لا أجد سامي في أي مكان .. بحثت عنه بجانب الشجرة الكبيرة وأمام المنزل وحتى في غرفته ولم أجد له أثرا .
صاحت الأم وهي ترتجف :
- ترى أين ذهب .. أخشى أن يكون قد حدث له مكروه .. ريهام ابحثي عنه ثانية ربما يكون مختبئا في مكان ما . أو غلبه النعاس فنام هنا أو هناك . لا تعودي بدونه يا ريهام ..
استيقظ سامي فوجد نفسه داخل زنزانة غريبة فولاذية الشكل حاول أن يخرج منها فلم يستطع كانت الزنزانة محكمة الإغلاق بحيث لا يستطيع أن يخرج منها أي كائن حي حتى وإن كان نملة صغيرة .. وأمام الزنزانة وقفت مخلوقات عجيبة لم يستطع تمييزها بسبب خفوت الإضاءة .. تقدم أحدهم ووضع على رأس سامي خوذة وراح يتحدث في جهاز معه فاكتشف سامي أن الخوذة تقوم بترجمة ما يقوله هذا الكائن لأنه سمع كلاما يأتيه من داخل الخوذة فهمه على الفور .. فعرف أنهم ينوون أخذه معهم إلى كوكبهم لإجراء عليه بعض التجارب .
جلس سامي يتذكر أيامه السعيدة عندما كان يلعب مع أخته ريهام ومع أصحابه وضحكهم ومزاحهم فغلبه البكاء ولكن ما جدوى البكاء وهو حبيس داخل هذه الزنزانة ولا يدري ماذا سيفعلون به على ظهر هذا الكوكب الغامض الذي سيأخذونه إليه ..
كان عدد من هذه المخلوقات مشغولين بإعداد السفينة الواقفة أعلى التل للتحرك بها بعيدا عن الأرض ويقومون بنقل بعض المواد من الأرض وربما يكونون قد اختطفوا عددا من أصحابه أيضا .. كان سامي مولعا بالاختراعات حتى إنه كثيرا ما يحصل على جوائز بسبب اختراعاته القيمة حتى أن مدرسه قال عنه وهو يتسلم جائزة في عيد العلم عن اختراعه :
- سامي هذا ولد نابغة وسوف يكون له مستقبل باهر .
تذكر سامي الاختراع الذي حصل بسببه على الجائزة إنه " الكهربتش " .. الحمد لله ها هو في جيبه لم يكتشفوا وجوده معه . مد يده في جيبه أخرج الجهاز وجهه نحو جسده راح يمرره على ذراعيه وقدميه ووجهه . فجأة شعر بقوة غير عادية . فهذا الجهاز يقوم بإصدار أشعة ما من شأنها أن تزيد من قوة الإنسان وتقوي عضلاته ، بينما تقوم أشعة أخرى بشل حركة أي شخص أمامك .
تحول سامي في لحظة إلى كهربتش الخارق فحطم قيوده وخلع باب الزنزانة الفولاذي فصار في يده كالكرتون وأطاح به بعيدا وانطلق نحو أصحابه فأنقذهم جميعا . أحاطت بهم الكائنات الغريبة تحاول السيطرة عليهم لكن سامي وجه نحوها آشعة الكهربتش فراحت تصيبها بصدمات عصبية وتسقط على الأرض جثثا هامدة واستطاع من تبقى منهم بالإسراع نحو سفينتهم الرابضة أعلى التل وسرعان ما انطلقوا في الفضاء وفي ثوان قليلة كانت سفينتهم عبارة عن نجمة صغيرة تلاشت في السماء ..
كانت ريهام ما زالت تبحث عن سامي وأمها قد انفجرت في البكاء . فهي لا تعرف أين ذهب سامي في هذه الساعة المتأخرة من الليل لكنها توقفت على طرقات تعرفها . إنها طرقات سامي .. اندفعت الأم وريهام نحو الباب فعلا سامي فاندفعت الأم نحوه واحتضنته طويلا بعين باكية وكذلك ريهام . وعندما جلس سامي بدأ يحكي لأمه وأخته القصة من بدايتها ، وعندما انتهى أخذ يتأمل السماء وحمد الله أنه عاد سالما ..

رامي صلاح معاطي
(Darkness man)

نرجوا التعليق